بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 16 مايو 2009

قالك: "لا تبك"



"لا تبك على أي علاقة في الحياة، لأن الشخص الذي يستحق دموعك لن يدعك تبكي"

كأن الي قايل العبارة دي قايلها لواحد بيحب حد والتاني مطنشه، أو حد اتعرض لموقف متوقعش انه يجي من الي بيحبه، وهوا كل الي فـ ايده انه يبكي وهوا حابس نفسه في سجن من الحزن و الشجن.

ولكن...







صحيح الكلام دا ممكن يكون فيه شوية راحة للأخ، بس انا شايف ان الي قال الكلام دا خيالي زيادة عن اللزوم.
حضرته بيحاول يقنع المشاعر بلغة العقل والمنطق ومتوقع بقا أنها تقوله حاضر انت تأمر.

من إمتى كانت المشاعر بتفهم المنطق أصلا علشان تقتنع بيه!!!!
العلاقة بين المحبين (أي ناس بيحبوا بعض علشان محدش يفهم غلط).
مش علاقة طبقية، رئيس و مرؤوس
ولا حتى علاقة ندية، بتحكمها المساواه والعدل في التعامل، حقي وحقك

العلاقة بينهم بيحكمها الإحسان و الإحترام، ("ولا تنسوا الفضل بينكم")، ("وبالوالدين إحسانا")
وبتوجهها المشاعر... والمشاعر مش بتشوف غير القلب، ومش بتسمع غير صوته.

لذلك القلب لما بيبكي على حبيب هاجر، عمره ما بيسأل إذا كان يستحق دموعه و لا ميستحقش.
ساعتها بيكون بيبكي من الألم، مش علشان يستعطف الحبيب، ولا علشان يقوله بليز ارجع.

والكلام المنطقي ممكن يسكن شوية لكن عمره ما يزيل الألم نهائي،
لأن الألم النفسي زي الألم العضوي، مش بيزول بالأوامر و التوجيهات،
الدواء موجود عند المشاعر بس، وهي الي فيها راحة القلب أو بكاؤه.

نقطة كمان...
لو حبينا نقيس الكلام دا على الي قاله ابن حزم الأندلسي عن آفات الحب الي منها الخصام و الهجر...

ابن حزم حدد اسباب الهجر في سبع أسباب وهي باختصار" الحذر من الرقيب، وهجر لتدلل، وهجر بسبب الملل، وهجر عتاب لذنب، وهجر بسبب الوشاة، وهجر بسبب القلي، وفي حبيب يهجر رحمة لنفسه"

لو حاولنا نحط الكلام دا كحل لكل نوع من أنواع الهجر، بس الأنواع الي فيها خصام... لأن الأنواع الي من غير خصام مش محتاجة حل...
هنلاقيها عبارة فاشلة في حل المصيبة دي، مصيبة الهجر...
دي بالعكس بتعمق الإنفصال بدل ما تخفف حدته...
وبتغذي انفعالات المحاسبة، وبتحرض على المعاملة بالمثل...
بدل ما تشجع على التفاهم، أو تخلينا نحاول نعالج المشاكل التي سببت القطيعة بين المتحابين...

وطبعا زي ما قلنا إن القضية عامة لأي نوع من أنوع الحب...

وبتشمل علاقات أخرى أوسع وأكبر، كالعلاقة بين الزوجين أو الوالدين وأولادهما، أو الأخوة أو الأصدقاء أو الجيران، فلما بيحصل الهجر من طرف لأي سبب كان، لا يجب أن يكون الرد هو المبادرة إلى مقابلة الهجر بمثله، ونسيان الفضل بين الطرفين، دايما في في القلب مكان للتسامح والمغفرة ورؤية الجوانب الحلوة.

ينفع نقول لأم ابنها زعلها... انت مزعلك نفسك ليه؟؟؟!!! ما يولع!!!
هتقولك تولع أنت ولا تمسه نسمة هوا باردة....

زي ما برضو في عالم رحب للتفاهم والتوفيق بين وجهات النظر المتنافرة لما تظهر الإختلافات والتنازعات.
قطع العلاقة بحد بنحبه ممكن يرضي غرورنا، ينفس عن غضبنا، ممكن يشبع روح الإنتقام جوانا، لكن أكيد أكيد مش هيسعدنا.
هجر من نحب لا يمت للسعادة بصلة، أيا كان نوع العلاقة الي بينا.
ربنا يكفينا ويكفيكم شر الهجر.

هناك 7 تعليقات:

  1. nice ya ma7ammad....afkarak dammaha 7'afeef..
    we 3agabny awe kaman betaa3 moroor elreyaad.

    ردحذف
  2. :) Ahlan Mr.Talaat...
    bas3ad gedan lma 7aga bte3geb... :)

    thanks begad 3la el kalam el 7elw... da bs men zo2ak :)

    ردحذف
  3. عجبنى أوى رأيك فى أن علاج الهجر ميكنش بالمثل وأأننا لازم نسامح ونغفر ونفتكر الحاجات الحلوه بس تفتكر ده موجود حولينا صعب لأن زى ما انت قلت برده الغالب حولينا بيحبو يرضوا غرورهم وينفس عن غضبه وروح الأنتقام بتكون هى الى بتحركه وبينسى تماماً اى حاجه حلوه فيوم مبنهم اما بأ بالنسبه لهجر الحبب والسعاده أعتقد انه مجرد ان حد أخد القرار ده أكيد عشان يريح دماغه وميتعبهاش ويدور على الكمال فى حد تانى الى هو أصلا مفتقده . حلو اوى الموضوع وشدنى بجد

    ردحذف
  4. حلو اوي الكلام ده
    ويا رب ما يكنش في هجر ابدا بين اي حد

    ردحذف
  5. يا رب يختي يا رب... بس أحيانا بيكون مفيش فايدة... المهم ميكونش في حقد

    ردحذف
  6. الفراق داء مميت لا دواء له سوى الأيام
    بس لما تلاقي قدامك شخص بيموت ما بيكون عندك غير كم كلمة تسكن آلامه فيها ..
    حتى انك ممكن تسكن نفسك بكلمات من هالنوعية حتى تقدر تتحمل

    ردحذف
  7. :) يا مرحبا يا مرحبا...ـ
    شرفتي مدونتي...ـ
    فعلا نجد أحيانا أننا مضطرون لتسكين آلامنا بكلمات وأفكار غير حقيقية... وافقت على هذه الفكرة في التعليق الماضي...ـ
    مرحبا بك مرة أخرى

    ردحذف

ذكرى سايكس بيكو (أم النكبات)

اليوم هو السادس عشر من مايو ذكرى أم النكبات والتي أعتبرها شخصيا النتيجة الظاهرية الأولى لمصيبة التعصب للعروبة بعيدا عن مظلة الإسلام التي شر...